في هذه الفترة المصحوبة بعدم اليقين والضغط المتواصلَين، تَنتج الحاجة إلى أن يحصل الأولاد على معلومات من مصدر معتمد، وفي تنظيم ما تلقّوه وتعلّموه من "رسائل" داخل إطار متَّبَع من المعرفة والأخبار. في كثير من الحالات، لمجرّد تلقّي الأولاد مضامينَ، مصطلحات ومفاهيم، لا يفهمونها، هذا يكفي لإثارة الهلع عندهم. إنّ تلقّي المعلومات من مصادر غير موثوقة، مثل أصدقائهم بنفس العمر، قد ينمّي حتى، هذا الأحاسيس السلبية لديهم. هنا يأتي دورنا كبالغين، في توفير معلومات موثوقة، وبلغة يفهمونها. كذلك، علينا أن نكون منفتحين ونصغي إليهم، لكي يستطيعوا التعبير بطلاقة عن مشاعرهم ومخاوفهم. ستجدون في هذه الصفحة بعض النصائح لغجراء محادثة مع أولادكم.
حاولوا الإصغاء والردّ عليهم، دون محاولة التحكّم بمجرى المحادثة
- تكلّموا حول الوضع، فقط بقدر ما يبديه الولد من اهتمام بذلك، ولائموا المعلومات التي توفّرونها مع قدرته العقلية والعاطفية.
- حاولوا أن تجيبوا عن أسئلته، حتى لو كانت أسئلته صعبة أو أنها تخيفكم أنتم أيضًا. لا ترفضوا مواضيع أو أسئلة لأنه بنظركم "لا يجب التحدّث حول هذا الأمر".
- حاولوا الإبتعاد عن إعطاء وصف مشحون بالدراما أو مفصَّل جدًّا لأحداث قاسية؛ مثلًا الحديث عن تسبيب الفيروس في موت العديد من الناس. تذكّروا: مهمّتكم هي تهدئة الولد.
جهّزوا ابنكم لفترة العزل الروتينية المتوقّعة
- اشرحوا له كيف عليه التصرّف وقت الطوارئ والحجر المنزلي. بذلك أنتم تجعلونه يشعر أنه مدرك للوضع ويتحكّم بالموقف.
- خصّصوا له مهمّات غير صعبة، سيكون مسؤولًا عن تطبيقها وقت العزل. مثلًا أن يساعد في تنظيم البيت
تحلّوا بروح الفكاهة. مثلًا: تعاونوا لتأليف أشعار، أغاني ونكات، تتعلّق بالعزل الروتيني. تساعد الفكاهة على تخفيف الهلع، وتدعنا ننظر إلى الروتين اليوميّ كعامل مسلٍّ وأقل تهديدًا.
وضِّحوا لابنكم، أنه من العادي ومن المقبول، أن يشعر بالخوف أو الغضب
- لا تحكموا على مشاعره ولا تنتقدوها. بدلًا من ذلك، دعوه يفهم، مع التشديد على هذه النقطة، أنّ هذه المشاعر طبيعية وليس عليه الخجل منها.
- أعطوا للولد أمثلة تتعلّق بأشخاص هامّة بالنسبة لديه: دعوه يفهم أنكم أنتم أيضًا، واصدقائه في الروضة أو في الصفّ، يشعرون أحيانًا بالخوف أو بالغضب.
- وضِّحوا له أنه في كل مرة تتملّكه هذه المشاعر غير السارّة، يمكنه أن يتوجّه إليكم.عِدُوه بأنكم ستبقون متفرِّغين دائمًا لأجله.
كونوا صريحين ومدركين لأنفسكم
- لا تخجلوا من قول أنكم لا تعرفون شيئًا معيّنًا.
- لا تُخفوا مخاوفكم، ومع ذلك، لا تبدوا مشاعر متطرّفة للولد. في حال شعرتم بالهلع، الذي قد يعزّز الشك والقلق عند الولد، تكلّموا مع شخص راشد آخر من محيطكم، وعالجوا مشكلتكم أوّلًا؛ فقط بعدها يمكنكم التحدّث مع الولد.
- كونوا مدركين لأنفسكم: في حال شعرتم بخوف، وتخشون في أن تعلو مشاعركم هذه وقت حديثكم مع الولد، تكلّموا قبل المحادثة مع أقربائكم أو أصدقائكم. سياسعدكم ذلك على تحرير التوتّر والضغوطات، وهكذا تتأهّبون لإجراء محادثة مع الولد وأنتم أكثر هدوءًا.
استخدموا أيضًا التواصل غير الكلامي
- أحيانًا يكون العناق هو الوسيلة الأفضل لتُظهِروا لولدكم إهتمامكم به. لذلك، أظهشروا إهتمامكم ومحبّتكم، بوسائل غير كلامية أيضًا. الامر لا يقل أهميّةً عن الشرح المطوّل والمفصَّل.
خفّفوا من مشاهدة أو استماع ابنكم إلى وسائل الإعلام
- إنَّ معظم المعلومات المقدَّمة، لا تناسب سنذ ومفاهيم الولد، ولذلك، عليكم بتنظيم عملية وأوقات تعرّضه إليها. في حال ابنكم يشاهد التلفزيون، شاهِدوا ذلك معه أيضًا.
كونوا مستعدّين لإعادة الشرح له مرارًا وتكرارًا
- يساعد تكرار الشرح الولدَ في الشعور بالثقة والامان. في الكثير من الحالات، سيطلب منكم الولد ان تُعيدوا على الشرح الذي سمعه مسبقًا: تحلّوا بالصبر أمام طلباته.
(المركز الإسرائيلي لعلاج الصدمات النفسية)